عالم جورج اوريل مرة أخرى ..
يمنات
د. فؤاد الصلاحي
مع العولمة الرأسمالية المتوحشة نعيش عالم اوريل حددت قسماته في روايات كتبت منذ سبعين سنة اويزيد قليلا .. في رواية مزرعة الحيوانات ، ورواية 1984 تحدث جورج اوريل عن مخاوفه التي أصبحت واقعا اليوم في عالم تتحكم به قوة محدودة العدد تعتبر نفسها الأخ الأكبر الذي يراقب كل تحركات الافراد حتى في منازلهم واليوم مع الميديا والموبايلات يتم اختراق كل خصوصيات الافراد ناهيك عن الاف الكاميرات في عموم الشوارع والأماكن العامة ..
عالم مُعولم يخضع لرقابة صارمة، الناس مهيؤون لقبول عبوديتهم والامر ذاته تم تناوله في رواية البريطاني هكسلي” خاصة روايته عالم جديد شجاع وقد أشار الى مخاوف ومخاطر استخدام التكنولوجيا بطريقة غير إنسانية خاصة وان ثلاثينات القرن الماضي –زمانه – شاع الحديث عن التكنولوجيا الجينية كوسيلة لتنظيم المجتمع، وربما تبرير عدم المساواة خاصة ان بعض العلماء طرحوا فكرة تعقيم الأشخاص المعاقين الذين يعتبرونهم غير مؤهلين اجتماعيا..
كان هكسلي يُشير الى عبارة يرددها دائما حول المجتمعات الحديثة، وكيف يقومون بجعلنا نحب عبوديتنا، إنهم يمنحوننا شعورا وهميا بأننا المسيطرون، لكن الحقيقة أننا نقوم بما نُؤمر أن نقوم به، وكان يرى أيضا بأننا نسمح لأنفسنا بكل سهولة أن نُخدع، بحيث ننخدع باعتقادنا بأننا أحرار، في حين أننا لسنا كذلك.
وفي رواية “1984” يكتب “أورويل” بوضوح: لقد أخبرك الحزب بأن ترفض الدليل الذي تقدمه لك عيناك وأذناك ويجب ان تقبل وتصدق ما يقوله لك الحزب او الأخ الأكبر..اليوم مع الجائحة كورونا وتنميط السلوك الإنساني في مختلف المعمورة (اللقاحات ، الكمامات ، التباعد الاجتماعي ) ناهيك عن أكاذيب السياسة والأطباء ومن قبلهم ومعهم أكاذيب رجال الدين والاعلام ودورهم في التلاعب بالعقول ومع توحش الشركات الرأسمالية في مراكمة الأرباح يكون الانسان الفرد والمجتمع عرضة لكل هؤلاء الممسكين بزمام القيادة للعالم الجديد دونما اهتمام بالإنسان بل الأرباح والتكنولوجيا والسلطة ..
ومن هنا نفهم تعميم الفوضى وبؤر النزاع في عشرات الدول والمجتمعات وتزايد معدلات الفقر والبطالة وبيع الادوية التي تكون اعراضها الجانبية مدمرة للصحة اكثر من فوائدها الايجابية والأغذية المسرطنة ثم الاعلام الكاذب ومعه صناع الرأي من السياسيين والدعاة والوعاظ ومدراء الشركات متعددة الجنسيات ..!